سألني المستشار الثقافي للسفارة البريطانية قبل أعوام طويلة إن كنت أرغب في متابعة أول معرض لآثار "توت عنخ آمون" في لندن برعاية جريدة "التايمز" البريطانية.. ولقد أسعدني ذلك. لولا أنه أضاف أن السفارة بعثت لوزير الإعلام المصري بأسماء المدعوين علي أن يضيف إليهم من يراه مناسبا.. وكانت المفاجأة أن الوزير اختار أساسا القريبين منه مراسلي الصحف في وزارته مع قلة من الزملاء المتخصصين المهتمين بمثل هذا الحدث.. ولأن العدد يتزايد فقد رأي الوزير أن يشطب أسماء بدلا من أن يضيف. وذلك حتي يستوعب الوفد الإعلامي المصري من يحظون بالثقة!!.. كنت واحداً من المستبعدين المستسلمين. بينما الجانب البريطاني صاحب الدعوة لم يستسلم واحتفظ بمن رشحهم للسفر. بصرف النظر.
كانت رحلة لا تنسي. ومعارضنا في الخارج لم تكن قد تكررت وتشعبت وحضورها لم يعد انفرادا أو تميزا.. وكان الزملاء المسافرون مجموعة متجانسة حادة. أقربهم مني الأستاذ "محسن محمد" مدير تحرير جريدة "الأخبار" في ذلك الوقت. ولكن سلوكه بدا مريبا. إذ كان يختفي مع الصباح الباكر لا نعرف إلي أين يذهب ولا يعترف. فلم نعد نسأله. ولم نعرف إلا بعد أن عدنا إلي القاهرة أنه كان يذهب إلي حيث يفرج عن الوثائق السرية البريطانية بعد مرور عدد معين من السنوات. وبها شهادات هامة عن تاريخنا المصري حيث كانت بريطانيا لاعبا أساسيا وسفيرها شريكا رئيسيا في جميع الأحداث السياسية.
كانت مفاجأة "محسن محمد" هي نشره تلك الوثائق التي تعكس بعض الحقائق التي كانت تخفي علينا. وتغير الكثير مما استقر في ذاكرتنا.
لم نكن نعرف عن الوثائق البريطانية. ومن بعدها جاءت الوثائق الأمريكية بشكل واسع وشعبي قبل أن يكشف عنها "محسن محمد" في رحلتنا إلي لندن لتغطية أول معرض يقام خارج مصر للفرعون الصغير "توت عنخ آمون".
بعدها عرف آخرون مؤرخون وصحفيون الطريق إلي الوثائق. وأصبحت سهلة. فهي تباع لمن يريد بعد أن ينتقي ما يناسبه. وربما كان كل ما يدفع هو ثمن تصويرها.
تداعيت الذكريات مع ضم عدد من الوثائق البريطانية لمشروع مكتبة الإسكندرية "ذاكرة مصر المعاصرة". وهو مشروع عملاق يتضمن عدة آلاف من الوثائق ذات الأهمية البالغة. يعكف فريق عمل من الباحثين علي فهرستها وترتيبها. تتناول ملف الاغتيالات السياسية في مصر "بطرس غالي وأمين عثمان وأحمد ماهر والنقراشي وحسن البنا". ووثائق خاصة باتفاقية قناة السويس وامتيازها. وتاريخ الجامعة المصرية وأوراق خاصة بطه حسين. وحياة ومحادثات ووفاة سعد زغلول.
عمل بالغ الأهمية. تنبهت إليه مكتبة الإسكندرية. ولكنني توقفت عند تصوير الأمر علي أنه سبق وجهد ومفاوضات والقول بأنه تم الحصول علي مجموعة نادرة من وثائق الأرشيف البريطاني في لندن!.. فهل تغير النظام.. ولم تعد الوثائق التي يفرج عنها معروضة لمن يشتريها. أو يدفع ثمن تصوير ما ينتقيه. المهم هو الاختيار.
كانت رحلة لا تنسي. ومعارضنا في الخارج لم تكن قد تكررت وتشعبت وحضورها لم يعد انفرادا أو تميزا.. وكان الزملاء المسافرون مجموعة متجانسة حادة. أقربهم مني الأستاذ "محسن محمد" مدير تحرير جريدة "الأخبار" في ذلك الوقت. ولكن سلوكه بدا مريبا. إذ كان يختفي مع الصباح الباكر لا نعرف إلي أين يذهب ولا يعترف. فلم نعد نسأله. ولم نعرف إلا بعد أن عدنا إلي القاهرة أنه كان يذهب إلي حيث يفرج عن الوثائق السرية البريطانية بعد مرور عدد معين من السنوات. وبها شهادات هامة عن تاريخنا المصري حيث كانت بريطانيا لاعبا أساسيا وسفيرها شريكا رئيسيا في جميع الأحداث السياسية.
كانت مفاجأة "محسن محمد" هي نشره تلك الوثائق التي تعكس بعض الحقائق التي كانت تخفي علينا. وتغير الكثير مما استقر في ذاكرتنا.
لم نكن نعرف عن الوثائق البريطانية. ومن بعدها جاءت الوثائق الأمريكية بشكل واسع وشعبي قبل أن يكشف عنها "محسن محمد" في رحلتنا إلي لندن لتغطية أول معرض يقام خارج مصر للفرعون الصغير "توت عنخ آمون".
بعدها عرف آخرون مؤرخون وصحفيون الطريق إلي الوثائق. وأصبحت سهلة. فهي تباع لمن يريد بعد أن ينتقي ما يناسبه. وربما كان كل ما يدفع هو ثمن تصويرها.
تداعيت الذكريات مع ضم عدد من الوثائق البريطانية لمشروع مكتبة الإسكندرية "ذاكرة مصر المعاصرة". وهو مشروع عملاق يتضمن عدة آلاف من الوثائق ذات الأهمية البالغة. يعكف فريق عمل من الباحثين علي فهرستها وترتيبها. تتناول ملف الاغتيالات السياسية في مصر "بطرس غالي وأمين عثمان وأحمد ماهر والنقراشي وحسن البنا". ووثائق خاصة باتفاقية قناة السويس وامتيازها. وتاريخ الجامعة المصرية وأوراق خاصة بطه حسين. وحياة ومحادثات ووفاة سعد زغلول.
عمل بالغ الأهمية. تنبهت إليه مكتبة الإسكندرية. ولكنني توقفت عند تصوير الأمر علي أنه سبق وجهد ومفاوضات والقول بأنه تم الحصول علي مجموعة نادرة من وثائق الأرشيف البريطاني في لندن!.. فهل تغير النظام.. ولم تعد الوثائق التي يفرج عنها معروضة لمن يشتريها. أو يدفع ثمن تصوير ما ينتقيه. المهم هو الاختيار.