المجلس الأعلي للصحافة برئاسة صفوت الشريف:

المجلس الأعلي للصحافة برئاسة صفوت الشريف:
وحدة المصريين حتمية .. وليست اختيارية
ندعو المفكرين وأصحاب الكلمة لترسيخ قيم المواطنة


أكد المجلس الأعلي للصحافة في اجتماعه أمس برئاسة صفوت الشريف ان وحدة المصريين مسلمين ومسيحيين حتمية وليست اختيارا لأحد.
دعا المجلس المفكرين وأصحاب الكلمة إلي نشر وترسيخ أفكار وقيم المواطنة قولا وعملا واعلاء الدستور واحترام سيادة القانون الذي يجب ان يعلو فوق الأشخاص فهما وتطبيقا..حذر المجلس في بيان له أمس المواطنين من احتمال أي فتنة طائفية مشيرا الي ان تعريض استقرار المجتمع من خلال هذه الفتنة يهدد مختلف مصالح الوطن والمواطنين في تحقيق التنمية والتقدم.ودعا مختلف المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية إلي انعاش ذاكرة الأمة ومواقف وأقوال وحكايات الأجداد والأداء واستخراج صفحات تاريخ مصر المجيد في الحقبة القبطية والاسلامية الذي شهد كيف شارك عنصرا الأمة معا من مسملين وأقباط في دعم وحدتهما وكيف تصديا معا لكل مؤامرات ومحاولات اختراق هذه الوحدة. كما شاركا معا في ثمار الوطن واختطلت دماؤهما معا في معارك الاستقلال والتحرير وتعايشا معا فوق أرض مصر التي كرمها الله وأمن أصحابها بأن الدين فيها للخالق والوطن للجميع..أكد المجلس أن الذين ارتكبوا جريمة نجع حمادي اغتالوا فرحة المصريين جميعا في عيد مجيد..وفيما يلي نص البيان:
تأكيدا لمسئولية المجلس الأعلي للصحافة تجاه ما يمر به الوطن من أحداث تمس أمن الوطن ووحدته. فقد قرر المجلس تخصيص اجتماعه اليوم لمناقشة الحادث الذي وقع في مدينة نجع حمادي مساء "الأربعاء" 6 يناير 2010. ووضع علامات تسترشد بها مسيرة العمل الإعلامي والرؤية الوطنية الواجبة في هذه المرحلة الدقيقة في ضوء التقرير الخاص الذي وضعته لجنة الممارسة الصحفية عن التناول الإعلامي للحادث في مختلف الصحف القومية والحزبية والخاصة.
والمجلس وهو الحريص علي حرية الصحافة والتي اتسعت آفاقها لتشمل الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية. يهمه التأكيد علي عدد من المعاني والملاحظات التي أجمعت عليها مناقشات أعضائه الذين يمثلون مختلف اتجاهات الفكر نعرضها فيما يلي:
1 إن من الطبيعي أن يثير مثل هذا الحادث المرفوض تماما ردود فعل مختلفة منها ما هو صادق ومخلص. ومنها ما قد ينحرف بها بحسن نية ويؤدي إلي اثارة فتنة طائفية. الأمر الذي يستنفر أجهزة الإعلام ويحتم عليها القيام بدورها كدرع تحمي وعي المواطنين وتجمع الصفوف التي يحاول البعض تفريقها. وتبصيرهم بالحق في مواجهة مؤامرات الفتاوي الزائفة والأيدي الخفية العابثة.
2 إن الوطن كان ويجب أن يبقي فوق كل المسميات والأطراف سواء كانت صحافة قومية أو حزبية أو خاصة أو وسائل مسموعة أو مرئية. ومهما كان الاختلاف في الرأي في قضايا العمل السياسي إلا أن الذي لا يمكن الاختلاف عليه اتفاق الجميع علي وحدة هذا الوطن والتصدي معاً لأي بادرة تهدد هذه الوحدة.
3 إن تقرير لجنة الممارسة وإن أوضح ان غالبية الصحف المصرية ارتفعت في تناولها لحادث نجع حمادي إلي مستوي المسئولية الواجبة. إلا أن بعض هذه الصحف. وهي قليلة للغاية. نشرت ونقلت عن بعض الفضائيات التي تجاوزت في استغلال الحادث كوسيلة للترويج والاثارة مما كان نتيجته نشر وبث أخبار وتحليلات وحوارات غير دقيقة انعكست سلباً علي مصالح الوطن القومية..ويري المجلس ان مثل هذا الأداء بالإضافة إلي انه انتهاك للدستور ولقانون الصحافة وميثاق الشرف الصحفي. فإنه يجعل الذين يقومون به يساعدون بغير قصد في تحقيق أهداف الذين يتربصون بالوطن ووحدته واستقراره الأمر الذي يري المجلس الأعلي للصحافة ضرورة التنبيه إليه. مادام الاتفاق علي أن تعلو قضية الوحدة الوطنية فوق كل القضايا والمصالح.
4- إن المجلس الأعلي للصحافة بحكم مسئولياته يري أن من واجب المفكرين وأصحاب الكلمة في مختلف صورها المكتوبة والمسموعة والمرئية نشر وترسيخ أفكار وقيم المواطنة قولا وعملا وإعلاء الدستور واحترام سيادة القانون الذي يجب أن يعلو فوق الأشخاص فهما وتطبيقا. وتحذير المواطنين من احتمال أي فتنة طائفية. لأن تعريض استقرار المجتمع من خلال هذه الفتنة يهدد مختلف مصالح الوطن والمواطنين في تحقيق التنمية والتقدم.
5- إن المجلس الأعلي للصحافة يري من واجبه في مثل هذه الظروف دعوة مختلف المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية وكل الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلي إنعاش ذاكرة الأمة بمواقف وأقوال وحكايات الأجداد والآباء. واستخراج صفحات تاريخ مصر المجيد في الحقبة القبطية والإسلامية الذي شهد كيف شارك عنصرا الأمة معا من مسلمين وأقباط في دعم وحدتهما. وكيف تصديا معا لكل مؤامرات ومحاولات اختراق هذه الوحدة. وشاركا معا في ثمار الوطن. واختلطت دماؤهما معا في معارك الاستقلال والتحرير. وتعايشا معا فوق أرض مصر التي كرمها الله وآمن أصحابها بأن الدين فيها للخالق. والوطن للجميع.
6- إنه إذا كان الحذر لا يمنع ما قد يتعرض له المجتمع في بعض أرجائه المترامية من حدث عابر - قد يتصور المتربصون من أطراف خارجية إمكانية استغلاله وتوظيفه لمحاولة ضرب وحدته الوطنية ونحن نرفض أي تدخلات أجنبية من أي جهة أو برلمانات وخاصة البرلمان الأوروبي - فإن رسالة المعلمين في دور العلم والمفكرين في مختلف مجالات الإعلام والفنون أن يتحملوا بصورة دائمة وفي خلال هذه الأحداث خاصة واجبهم القومي في ترسيخ وحدة المجتمع وتضميد ما قد يتعرض له من جراح وتهدئة ما قد ينفعل من نفوس.. أن يضيئوا لفئاته المختلفة - كل بحسب الوسيلة التي تصل إليه - قدرة التسامح والتعاون والتمييز بين الخير والشر وتعميق ثقافة الحب ورفض الحقد والعنف والتفرقة وتنوير المجتمع بطريق بناء دولة مدنية لا مجال فيها لفكر منحرف يخلط الدين بالسياسة ولا مجال فيها للجهل والتعصب والتحريض.
أن تكون رسالة من يعتلي المنبر في مسجد أو كنيسة أن الدين سلام ومحبة. وأن من قتل نفسا زكية بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. وأن الذين ارتكبوا مثل جريمة نجع حمادي اغتالوا فرحة المصريين جميعا في عيد مجيد. وأن وحدة المصريين حتمية وليست اختيارا لأحدهما. وأننا مسلمين وأقباطا عشنا وسنظل نعيش في وطن واحد نتقاسم فيه لقمة العيش معا والأفراح والأحزان معا.. ويطالب المجلس بالكف عن الزج أو استجداء فتاوي علماء الدين في مساندة قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية هي حق أصيل تمارسه الدولة المدنية.
أن تكون رسالة كل إعلامي. صحفي يصوغ خبرا أو تحقيقا ومراسل يبحث عن حدث وكاتب يحمل قلما وكل مفكر ومحلل. وحدة ومصلحة الوطن وإحياء ذاكرة الأمة وتحصين أبنائنا بالقيم والمباديء التي أرساها الأجداد والآباء وحافظوا بها علي وحدة مصر وسط أنواء وعواصف احتلال واستعمار لم تنل من هذه الوحدة. وأن تغرسوا في عقول أولادنا الفكر المعتدل الصحيح الذي يحميهم من زيف دعاة التفرقة ويواجهون به مسيرة وطن حر ستظل قوته في وحدته ووحدته في قوته.

تسلم يا محمد يا عسل على الموضوع الرائع

تقبل مروري