الموقع الرسمي للمعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها يختص الموقع بنشر كل ما هو جديد فى معهد خدمة اجتماعية بنها من مواضيع واخبار وامتحانات ونتائج الامتحانات


2 مشترك

    بحث اجتماعي عن الحجاب

    caznova
    caznova
    •-«[ الاداره العامه للموقع ]»-•
    •-«[ الاداره العامه للموقع ]»-•


    عدد المساهمات : 1177
    تاريخ التسجيل : 26/12/2009
    العمر : 35
    الموقع : www.egyptun.com/chat

    بحث اجتماعي عن الحجاب Empty بحث اجتماعي عن الحجاب

    مُساهمة من طرف caznova الأحد 27 ديسمبر - 6:15

    مقدمة:

    تعرض الدين الإسلامي الحنيف, وما زال يتعرض للهجمات من قبل المعادين للإسلام. وهذا يبدو واضحا من الأحداث والشكوك التي تعصف بالعالم الإسلامي والمسلمين في كل بقعه من بقاع الأرض يوما بعد يوم.

    ومن الطبيعي أن يتعرض الإسلام للهجوم , خصوصا وانه كان يمثل غريما ومنافسا للغرب . وأدى تراجع الحضارة الإسلامية الى تعرضها للمزيد من الهجمات الغربية , وهذا يبدو واضحا في كتابات المستشرقين الذين تناولوا الإسلام بنعوت وأوصاف نابيه .

    وهناك الكثير من القضايا التي أثيرت على الساحة العالمية كمحورا يتمركز حول القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف ، (الراعي الرسمي لحقوق الإنسان) فردا وجماعة،وما أثيرت حوله من شكوك عديدة من الجانب الغربي المتخوف من هذا الدين. والذي أطلقوا عليه " دين الإرهاب" !!!!!!!!!

    وكان موقف الردود العربية والإسلامية على هذا الإدعاء هو السخط والشجب ؛ وتعددت أنواع الرفض والدفاع عن الإسلام, فمنا من حاول الدفاع عنه بطريقة سلمية تتمركز في إزالة الضباب المتراكم حوله وتوضيح الرؤى الحقيقية... من خلال عملية الإعلام...

    ومنا من حاول الدفاع عنه بطريقة خاطئة انطلاقا من مفهوم الجهاد في سبيل الله. وتفسيرهم الخاطئ لهذه العبارة التي راح ضحية لها آلاف الأبرياء...إن ديننا دين سمح لا عسر، دين وحدة لا فرقة...
    تتناول هذه الدراسة إحدى القضايا التي تمس الإسلام و المسلمين على السواء, وهي قضية منع الحجاب في فرنسا.هذا الحدث الذي قلب الموازين في العالم وأثار الجدال في الساحة الأقليميه والعالمية . وقد أثارت تداعيات الحادي عشر من سبتمبر المزيد من التوترات فيما يخص الحريات العامة وحقوق الإنسان.

    ونتيجة لذلك ازداد التوتر الغربي إزاء المسلمين وزاد الحقد والكراهية في وقت كنا بحاجة إلى السلام الدولي العالمي... وهذه الصاعقة ظهرت من جمهورية الحريات والمساواة والإخاء حين أصدر قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس.... لقد كان لفرنسا الدور المتميز في رعاية حقوق الإنسان وتأصيلها، وكان لثورتها التي أطلقت في العالم المعاصر شعار "الحرية والإخاء والمساواة"

    دورها المتميز كذلك في تأصيل هذه الحقوق، كما كان لها على الصعيد السياسي دورها المتميز في رعاية هذه الحقوق والذي تمثل في دعمها لكثير من القضايا العربية والإسلامية، وعدم الخضوع للابتزاز الذي تمارسه بعض القوى العالمية التي تنكرت لهذه القضايا وعصفت بهذه الحقوق، ولهذا فإن صدمة الضمير المسلم عنيفة وهو يرى فرنسا معقل الحريات تتنكر في قضية نزع الحجاب ألا وهي أبسط هذه الحريات.

    وإيمانا منا بهذه القضية التي تعنينا كفتيات مسلمات متحجبات نعتز بقيمنا الإسلامية السمحة؛ فلذلك قررنا تسليط الضوء على هذه القضية محل الجدل التي تصب في مصب حقوق الإنسان...

    كما تتضمن الدراسة تعريفا بالحجاب, والحكمة من فرضه. وحقائق أخرى تتعلق بهذا الرمز . ونستعرض جذور المشكلة وكيفية ظهورها في المجتمع الفرنسي.

    ما هو الحجاب ؟ وما الحكمة من فرضه ؟
    كلمة الحجاب تعني الستر كما أنها تعني البردة والحاجب. وهي تدل على مفهوم الستر , باعتبار أن البردة وسيلة للستر . وفي اللغة أن كل ستر ليس بحجاب , بل ما يدعى حجابا هو الستر الذي يفصل تماما البردة عما ورائها . فيصف القرآن غروب الشمس في سورة ص, الآْية رقم: 32 ( حتى توارت بالحجاب ).

    وهذا يعني الفصل التام بينها وبين الرائي. والغشاء الحاجز بين القلب والجوف يسمى بالحجاب الحاجز . وقد ورد في كتاب نهج البلاغة , الكتاب 53 إن الأمام علي (ع) في عهده كتب لمالك الأشتر له يقول: " فلا تطولن احتجابك عن رعيتك " . فالاحتجاب هنا يعني الخفاء والعزلة , بمعنى أن لا يطول اختفائك في دارك عن الرعية , ولا تجعل من الحرس والحجاب يفصلونك عن الناس . إنما اجعل نفسك قريبا من الناس واستمع الى شكواهم , حتى لا تكون بمعزل عن الناس .ومجريات الأمور.


    وقد استخدم ابن خلدون كلمة الحجاب في مقدمته في" فصل الحجاب كيف يقع في الدول وأنه يعظم عند الهرم " , حيث يرى إن الحكومات في بداية تكوينها لا تجعل حائلا أو حاجزا يفصلها عن أبناء الشعب , إلا أن هذا الحائل بين الحاكم والمحكوم يأخذ بالتضخم تدريجيا الى أن تنجم عنه عواقب وخيمة . فقد استخدم ابن خلدون كلمة الحجاب بمعنى البردة والحائل لا الستر .


    أن استخدام كلمة الحجاب بمعنى ستر المرأة هو استخدام جديد نسبيا. وقد أستخدم الفقهاء القدماء كلمة الستر بدلا من الحجاب. ومن ذلك فأن المعنى اللغوي للحجاب هو الحاجز و الحائل, وحينما يستخدم في موضع الستر, فأنه يعني أن جسد المرأة يقع خلف حاجز أو وراء ساتر. ومن هنا توهم البعض إن الإسلام أراد للمرأة أن تبقى على الدوام خلف ساتر, وتبقى حبيسة البيت ولا يحق لها الخروج منه.

    أن الحجاب الإسلامي يعني أن تستر المرأة بدنها حينما تتعامل مع الرجال, وان لا تظهر زينتها ومفاتنها أمام الرجال. وهذا ما أكده القرآن , فقد ورد في سورتي النور و الأحزاب ما يؤكد ذلك حينما عينت حدود ستر المرأة وكيفية تعاملها مع الأجانب , ولكنها لم تورد كلمة الحجاب , وجاء ذكر.

    الحجاب خاصة لنساء النبي (ص) في الآية 53 من سورة الأحزاب في قوله تعالى: " وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ".

    وتتمثل فلسفة الحجاب الإسلامي بأمور متعددة وهي :

    1- الجانب النفسي : بمعنى إن حرية الاختلاط بين الرجل والمرأة بعيدا عن القيود تؤدي الى هيجان الغريزة الجنسية وتحول الرغبة الجنسية الى عطش روحي وحاجة غير قابلة للإشباع . فهذه الغر يزه قويه , وكلما استجاب لها الإنسان ازداد هيجناها فكما أن هناك أشخاص مصابين بنهم مالي كذلك هناك نوع من الناس مصابين بنهم جنسي , وهؤلاء يتعرضون بالمضايقات للنساء ونظرا لخطورة هذا الأمر , اتخذت الشر يعه التدابير الكفيلة بحماية المجتمع .


    2- الجانب الأسري : حرص الإسلام على توطيد العلاقات الأسرية من اجل خلق روح المودة والمحبة بين الزوجين , ولذلك حارب كل ما يهدد ويزعزع العلاقات الأسرية ويؤدي الى برودها , لذلك أمر بالستر ونهى عن المتعة الجنسية مع غير الزوجة. أما اليوم في ظل الثقافة المعولمه فقد أصبحت المتعة الجنسية خارج إطار الحياة الزوجية متوفرة في وسائل عديدة .

    3- الجانب الاجتماعي : إن تفشي المتعة الجنسية في المحيط الاجتماعي العام يضعف قوى العمل والنشاط الاجتماعي . بخلاف ما ذهب إليه البعض من معارضي الحجاب حينما يدعون انه يشل نصف طاقة المجتمع , بل أن السفور والإباحية الجنسية هي التي تؤدي الى شل الطاقة الإنتاجية للمجتمع . والإسلام بفرضه للحجاب لا يمنع المرأة من المشاركة في النشاطات الاقتصادية, الاجتماعية, والثقافية.....الخ , وإنما يدعوها الى أن تكون عضوا فاعلا في المجتمع وان ستر البدن عدا الوجه والكفين لا يحول دون قيامها بأي نشاط إن ما يشل الطاقة الإنتاجية هو تدنيس أجواء العمل بالممارسات الشهوانية .


    4- الأمر الأخير يتعلق بزيادة احترام المرأة والحيلولة دون ابتذالها:
    وهذا يتمثل في حرص الإسلام على الحفاظ على المرأة وصيانتها من الوقوع في الرذائل .
    ويكتسب الحجاب أهمية كبيرة في الخطاب الإسلامي المعاصر باعتباره مظهر الحشمة والعفاف والفضيلة .. في مقابل السفور الذي يُنظر إليه في الخطاب الإسلامي باعتباره باب الفجور ومادة الفساد والانحلال الأخلاقي.. ومن هنا يسهب الإسلاميون في الحديث عن الأحكام الأخلاقية الكامنة في تشريع الحجاب حتى لقد ألف الكثيرون كتبا كاملة للحديث عن المضامين الأخلاقية لتشريع الحجاب..

    إشكاليات واعتراضات حول الحجاب :
    من الاعتراضات التي وجهت للحجاب , انه يمثل "عدوان همجي" فهذا غير منطقي لأن المرأة حينما تلبس الحجاب يكون بإرادتها وليس بالقهر والقسر . والبعض وصفه يمنع التمتع باللذة وهذا فكر باطل يدعوا الى تظليل فكر المرأة لإيقاعها في الرذيلة والانسياق وراء القيم الاستهلاكية التي تروجها الدول الرأسمالية الغربية .واتهم البعض الحجاب في انه تسلط من الرجل ضد المرأة وهذا كلام لا مبرر له فالمرأة كما أشرت سابقا تلبس حجابها بقناعتها وليس من منطلق سلطة الرجل كما يزعمون . وهناك اعتراض آخر على الحجاب في انه يسلب حق المرأة في الحرية وانه كما يدعون يمثل نوعا من الإهانة للكرامة الشخصية للمرأة.

    ويزعمون إن مسألة الاحترام لكرامة الإنسان وشرفه تشكل إحدى مواد لائحة حقوق الإنسان وان كل إنسان يولد حر.
    وشريف, بغض النظر عن لونه وجنسه وجنسيته أو مذهبه.وان فرض الحجاب على المرأة هو امتهان لكرامتها الإنسانية, ويرون انه يحول دون
    حريتها وهنا نرد عليهم إن فرض الحجاب لا يمنع المرأة من المشاركة في ممارسة حياتها اليومية. ومن ذلك فرض الحجاب لحث المرأة في ممارسة حقها خارج بيتها, بل على العكس فأنه يعطيها مزيدا من الحرية.ولا يمكن اعتبار ذلك منافيا للكرامة الإنسانية.


    والسؤال الذي يُطرح هنا : الى أي حد كانت هذه الحكم والمضامين الأخلاقية التي يحدثنا عنها إسلاميو اليوم حاضرة عند فرض الحجاب لأول مرة ؟؟

    الإجابة على هذا السؤال تقتضي منا الرجوع الى الظروف التاريخية التي أحاطت بتشريع الحجاب ..
    فُرض الحجاب لأول مرة بالآية : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ( الأحزاب : 59 )(1)
    إن أول ما يستوقفنا في هذه الآية التي شرّعت الحجاب هي عبارة (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) فما المقصود بها على وجه الدقة ؟؟ وهل هي الحكمة والغاية من فرض الحجاب على النساء كما يوحي سياق الآية؟؟
    الجواب على هذه التساؤلات يكمن في أسباب النزول الخاصة بآية الحجاب ..


    يقول القرطبي : ( لما كانت عادات العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوهن كما يفعل الإماء ، وكان ذلك داعبة الى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله إن يأمرهن بارتداء الحجاب عليهن إذا أردن الخروج الى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل إن تتخذ الكنف ، فيقع الفرق بينهن وبين الأماء .... وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فبتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك الى النبي فنزلت هذه الآية ) ( تفسير القرطبي لسورة الأحزاب ) إذن رغم الملائكية التي يطبع بها كتاب هذا العصر من الإسلاميين مجتمع الرسول فالحقيقة مغايرة تماما !!! .


    يخبرنا ابن كثير في تفسيره: ( كان فساق أهل المدينة يخرجون بالليل........ فإذا رأوا المرأة عليها جلبابا قالوا : هذه حرة فكفوا عنها ، وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلبابا قالوا : هذه أمة !! فوثبوا عليها !!! ) ( ابن كثير : 3/855 )

    ويزداد الأمر سوءا حين تعلمنا احد الروايات أنه ( كان نساء النبي يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان الناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : إنما نفعل ذلك بالإماء !!! فنزلت هذه الآية - أي آية الحجاب ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )

    ويؤكد ذلك الطبري حين يقول : ( يا أيها النبي قل لأزواجك ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوهن ، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يتعرض لهن فاسق ) ( تفسير سورة الأحزاب ) وهكذا ....... ( لما كانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى ..... أمرهن الله أن يخالفن زى الاماء ، ويدنين عليهن من جلابيبهن ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )

    ويضيف مجاهد يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة ) ( تفسير الطبري لسورة الأحزاب )
    إذا فالحجاب في أصله تشريع ذو مضمون طبقي غايتها الأساسية تمييز الحرة من الأمة !!!!! وهذا ما فهمه الصحابة من تشريع الحجاب ، إذ كان عمر بن الخطاب يطوف في المدينة فإذا رأى أمة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول : فيم الاماء يتشبهن بالحرائر ؟؟؟؟؟ ( طبقات ابن سعد : 7/127 )


    والحقيقة أن هنالك إجماعا على إن آية الحجاب إنما نزلت لمجرد تمييز الحرة عن الأمة !!

    ( و ذلك ادنى أن يعرفن يميزن من الاماء والقينات فلا يؤذين فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن ) ( تفسير البيضاوي : 4/386 )
    - ( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول ) ( تفسير الطبري : 22/45 (1) .


    كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا إنما نفعله بالأماء فنزلت هذه الآية(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)) فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك)) يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فإذا قيل له قال كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى أن يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا إحدى عينيها ذلك أدنى أن يعرفن يقول ذلك أحرى أن يعرفن) ) ( الدر المنثور : 6/659 )


    - وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الأمة وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة إن دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمرونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر إنما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب أن تقنع وتشده على جبينها وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن)) فلا يؤذين قال اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب إنها أمة فتؤذى فأمرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ((يدنين عليهن من جلابيبهن)) قال يسدلن عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا أن يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال هو الرداء وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن إنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج إحدى عينيه ) نفس المرجع 6/661


    - عن الحسن قال كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن فكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها فأمر النبي المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن من الإماء أنهن حرائر فلا يؤذين ) ( تفسير الصنعاني : 3/123 )


    - وقال الضحاك والكلبي نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيغمزون المرأة فان سكتت اتبعوها وان زجرتهم انتهوا عنها ولم يكونوا يطلبون إلا الاماء ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة لان زي الكل كطان واحد يخرجن في درع وخمارة الحرة والأمة كذاك فشكون ذلك إلى أزواجهن فذكروا ذلك لرسول الله ص فنزلت هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء فقال جل ذكره يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيهن جمع الجلبات وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار وقال ابن عباس وأبو عبيدة أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر ذلك ادنى أن يعرفن أنهن حرائر فلا يؤذين فلا يتعرض لهن وكان الله غفورا رحيما قال انس مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع اتتشبهين بالحرائر القي القناع ) ( تفسير البغوي 3/544 )


    وهذا ما ذكرته المصادر الشيعية أيضا:

    - ( ذلك ادنى أن يعرفن ) يميزن من الاماء والقينات (فلا يؤذين ) فلا يؤذيهن أهل الريبة ) ( الصافي للكاشاني : 5/203)
    - ( ذلك ادنى أن يعرفن ) إنهن حرائر ( فلا يؤذين ) يتعرض أهل الريبة لهم كتعرضهم للأماء ) ( تفسير شبر : 1/425)
    - ( كان في الجاهلية تخرج الحرة والأمة مكشوفات يتبعهن أهل الريبة، فأمرهن باجتناب المواضع التي فيها التهم الموجبة للتأذي بالتستر لئلا يحصل الإيذاء الممنوع منه ... فأمر سبحانه بالتجلبب ...ذلك إن أهل الريبة كانوا يمازحون الاماء، وربما كان يتجاوز المزاح الى ممازحة الحرائر، فإذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهن أماء !! فقطع الله عذرهم ) ( مقتنيات الدر للطهراني : 8/325)

    - ( الجلباب : هو خمار المرأة ، وهي المقنعة تغطي جبينها ورأسها إذا خرجت لحاجة ، بخلاف خروج الاماء اللاتي يخرجن مكشوفات الرؤوس والجباه في قول بن عباس ومجاهد، وقال الحسن : الجلابيب : الملاحف تدنيهن المرأة على وجهها وذلك ادنى أن يعرفن من الاماء ومن أهل الريبة فلا يؤذين ) ( منتخب التبيان للحلي : 2/203)

    -( تغطية الرأس والوجه اقرب الى معرفتهن بأنهن حرائر من ذوات العفاف والصلاح فلا يتعرض لهن الفساق من الشباب كما كان من عادة الجاهلية التعرض الأماء ( فلا يؤذين ) أي لا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن كتعرضهن للأماء ) ( الجديد لمحمد السبزواري النجفي : 5/453)

    إذن..... هذه هي الحكمة من تشريع الحجاب .... تميز الحرة من الأمة ..
    وبعد هذه كله يحق لنا أن نعجب ممن يحدثنا عن ( الحجاب كعنوان للحشمة.... و صيانة المرأة... ورمز العفة...... الخ )
    وإذا كان للحجاب كل هذه المعاني النبيلة فعلام يقتصر على الحرة فقط ؟؟؟؟

    إذا كان الحجاب ليدل على الستر والصلاح ويمنع الفساق من التعرض للمرأة فلماذا تحرم الأمة من الحجاب حتى وان كانت صالحة وعفيفة ؟؟؟
    ترى إلا يعتبر الإسلام الأمة إنسانة يجب أن تستر جسدها عن أعين الرجال ؟؟؟؟؟؟؟؟
    أليس للأمة كرامة في الإسلام ؟؟؟
    لماذا يحق للأمة أن تكشف عن رأسها وشعرها وتترك الحجاب ؟؟؟

    اقرأ ما يقوله الفقهاء بخصوص حجاب الأمة:

    - المذهب الحنفي:

    الأمة كالرجل في العورة مع ظهرها وبطنها وجنبها ، لقول عمر: الق عنك خمارك يا دفار ، اتتشبهين بالحرائر ؟؟؟ ( الدر المختار - تبيين الحقائق ).

    - المذهب المالكي :

    عورة الأمة هي السوأتان مع الآليتين ( الشرح الصغير - بداية المجتهد )

    - المذهب الشافعي :

    عورة الأمة كأرجل في الأصح إلحاقا لها بالرجل بجامع أن رأس كل منهما ليس بعورة . ( مغني المحتاج - لمهذب )

    - المذهب الحنبلي :

    عورة الأمة كالرجل تماما : ما بين السرة والركبة على الراجح ، لحديث : ( إذا زوج أحكم أمته فلا ينظر الى شئ من عورته ، فان ما تحت السرة الى الركبة عورة ) ( رواه البيهقي )
    و عورة الرجل و الأمة ما بين السرة و الركبة ( شرح العمدة :4/261 )
    إذن ... الم يقتصر تشريع الحجاب على الحرة فقط وبنص القرآن ؟؟
    هل الأمة إنسانة في نظر الإسلام ؟؟؟؟

    لماذا تحرم الأمة بنص القرآن ذاته من الحجاب ؟؟؟
    ترى ..... إذا كان الإسلام حريصا على الحفاظ على أخلاقيات المجتمع الإسلامي وصيانة كرامة المرأة والقضاء على أسباب الرذيلة والفتنة .... الخ ... أليس من المنطقي والطبيعي أن يفرض الحجاب على المرأة بوصفها إنسانة بغض النظر عن مركزها الطبقي ( حرة أو امة ) ؟؟؟؟؟


    أليست المرأة في نظر الإسلام امرأة ؟؟؟ ألا تثير رؤيتها حاسرة الرأس .. سافرة.. متبرجة..الحساس بالشبق والغلمة والإثارة الجنسية عند الرجال الناظرين ؟؟؟؟


    أليس للأمة كرامة ؟؟؟ ألا يهم الإسلام أن يحافظ على كرامتها وعفافها ؟؟؟
    ما الفائدة إذا احتشمت الحرة وبقيت الأمة سافرة متبرجة تغري الرجال ؟؟؟؟؟؟؟؟
    ألا تتحرك شهوة الرجال عندما يرون الاماء سافرات متبرجات في الطرقات ؟؟؟؟
    قال ابن جزي في تفسير قوله تعالى ( ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين ) : " أي ذلك اقرب أن يعرف الحرائر من الاماء فإذا عرف أن المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الأمة .... لأنه كان بالمدينة أماء يعرفن بالسوء وربما تعرض لهن السفهاء " )


    أي أن الحرة فقط هي التي تمتع بالحصانة والعفاف ، أما الأمة فيباح للفاسق اتعرض لها بالتحرش والمضايقات الجنسية !!!!!!!!!!!

    هل هذه هي عدالة الشرع ؟؟؟؟

    هل هذه هي حكمة الحجاب ؟؟؟؟؟؟؟
    الجواب واضح وبسيط :

    الأمة في المنظور الإسلامي ليست مخلوقة كاملة الإنسانية ، فهي كما وصفها هشام بن عبد الملك ( عكاك النيك !!!!! - أي حرارته - ) ( مفاخرة الجواري للجاحظ : 2/91 )

    وعذرا لهذه الكلمة ، لكن عذري إنها كلمة فصيحة ذُكرت آلاف المرات في كتب التراث الإسلامي !!!!!!! .
    ولكن لماذا تُمتهن كرامة الأمة ؟؟؟؟
    ( لما كانت مظنة المهنة و الخدمة و حرمتها تنقص عن حرمة الحرة ، كما أنها تباع وتشترى ، ففي هذا اليوم عند هذا وقد تباع من الغد فتكون عند شخص آخر رخص لها في إبداء ما تحتاج إلى إبدائه وقطع شبهها بالحرة و تمييز الحرة عليها و ذلك يحصل بكشف ضواحيها من رأسها و أطرافها الأربعة ) ( الجواهر الدرية : 2/123)
    ولذلك فان ( مكالمة القيان ومفاكهتهن ومغازلتهن ومصافحتهن للسلام ووضع اليد عليهن للتقليب والنظر حلال !!!! ) ( كتاب القيان للجاحظ : 2/107 ).
    بعد أن وضحنا كل ما يتعلق بالحجاب وحقائق نتطرق إلى جذور المشكلة نفسها محل الجدل....
    جذور المشكلة

    تعود أزمة ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية إلى 18-9-1989 عندما تم طرد 3 فتيات مغربيات من معهد كابريال هافاز بضواحي باريس ؛ بعد أن رفض مدير المدرسة قبولهن بالحجاب.
    وثارت حملة إعلامية غير مسبوقة في الإعلام الفرنسي وجدل لم يهدأ بين من يرون أن الحجاب في المدارس تحدٍّ صريح لعلمانية الدولة ومن يرون أن طرد المحجبات من المدرسة يعني إقصاء جزء من الفرنسيات من حقهن في التعلم.
    وانتصر اليسار الفرنسي -وقتها- لإدماج المحجبات في المجتمع الفرنسي ، بينما وقف اليمين يدافع عن علمانية المدرسة قائلاً: " لا مكان لمثل هذا الإسلام في مدارسنا ".. كما قال حينذاك الوزير اليميني جان بيير شوفنمان ، وقد تحداه وزير التربية الذي رأى أن " لا مجال للإقصاء".
    وقد بلغ عدد المشاكل التي أثيرت بسبب الحجاب في فرنسا نحو 400 مشكلة ، حسب إحصاء أجرته مجلة " لو نوفيل أوبزرفاتور" الفرنسية نشر بتاريخ 21-5-2003.
    ظهور المشكلة

    المعركة حول الحجاب في مدارس فرنسا اشتعلت يومًا بعد يوم؛ فقد أثيرت القضية بشكل واسع في السنوات الماضية، ونالت من جديد اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا، خاصة بعد تشكيل أول مجلس فرنسي للمسلمين، وإعلان رئيس الحكومة الفرنسية جان بيير رافاران في أول اجتماع للمجلس عقد في مايو-2003عن احتمال إصدار الحكومة قانونًا بمنع الحجاب في المدارس الفرنسية.
    وازدادت القضية سخونة بالتصريحات المستفزة التي قالها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في خطاب متلفز ألقاه الأربعاء 17-12-2003 وبحضور 400 شخصية فرنسية سياسية ودينية ، من بينهم الأعضاء العشرون للّجنة " برنار ستاسي" التي قدمت تقريرها النهائي حول مراقبة تطبيق العلمانية في فرنسا في 11ديسمبر 2003، وأوصت فيه بحظر الحجاب في المدارس الحكومية.
    فقد أعلن شيراك تأييده لسرعة إصدار قانون يحظر كافة الرموز الدينية الظاهرة، وعلى الأخص الحجاب، في المدارس الحكومية، وشدد على ضرورة منع الرموز الدينية أيضًا بالمؤسسات الحكومية الأخرى، كما رفض شيراك في الوقت ذاته اقتراحًا بمنح يومي عطلة للمسلمين واليهود بمناسبة عيدي الأضحى والكيبور، معتبرًا أن فرنسا ليست في حاجة إلى أعياد جديدة في مدارسها.
    وقال شيراك: إن "الحجاب الإسلامي مهما اختلفت مسمياته والكيبا (القبعة اليهودية) والصليب كبير الحجم، لا مكان لها في المحيط المدرسي.. أما ما يتعلق بالرموز الخفية كالصليب الصغير ونجمة داود ويد فاطمة (قلادة تحوي أصابع اليد الخمسة وتلبسها المسلمات) فهي رموز مقبولة" على حد قوله.
    ورأى شيراك أنه "من الضروري سن قانون بهذا الشأن"، معربا عن أمله في أن "يصادق البرلمان عليه، وأن تتم صياغته قريبا"، كما دعا في الوقت نفسه إلى إطلاق "حوار مع علماء الدين (المسلمين) لتوضيح المغزى الحقيقي من هذه الخطوة التي تهدف إلى الحفاظ على قيمنا المشتركة".
    ومن هنا كان لابد علينا أن نتساءل عن سبب هذا الهجوم على الحجاب وقد حصلنا على بعض التبريرات التي أطلقوها عنوة و منافية للمنطق...

    الأسباب التي اعتمد الفرنسيون في تبرير موقفهم أمام الحجاب....
    الحجاب عدواني !
    وفي لقائه مع طلاب مدارس بيار منديس بتونس ، أثناء مشاركته في قمة 5 + 5 (لدول غرب المتوسط) ، أكد الرئيس الفرنسي رفضه ارتداء تلميذات المدارس للحجاب واعتبره أمرًا "عدوانيًّا"؛ لينضم بذلك التصريح إلى زمرة السياسيين الفرنسيين الذين عبروا عن رفضهم لهذا الأمر ، وليعبر عن دعمه لسن قانون يحظر الحجاب بالمؤسسات التعليمية الفرنسية.
    وأكد أن الحكومة الفرنسية، ذات النظام العلماني الصارم، لا يمكنها أن تدع التلميذات يرتدين ما وصفه بأنه "علامات متباهية للهداية الدينية"، وقال: إنه يرى "شيئًا ما عدوانيًّا" في ارتداء الحجاب. وقال: "في مدارسنا العامة.. الحجاب به شيء عدواني يمثل مشكلة من حيث المبدأ حتى إذا ارتدته أقلية صغيرة". وأعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده "شعرت بشكل ما وكأنها تعرضت للتعنيف من خلال علامات دينية ظاهرة ، الأمر الذي يتعارض مع تقاليدها العلمانية".
    وقد جاءت تصريحات شيراك رغم الرسالة المفتوحة التي وجهها إليه "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" قبل يوم من كلمته، وشدد فيها على أن الأخذ بتوصيات ستاسي يمثل "إهانة" لمسلمي هذا البلد، و"تراجعًا" عن مكاسب العلمانية الفرنسية التي تضمن حرية التدين.
    ولأهمية هذه القضية التي تخص أكثر من ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا ، وتعد تدخلاً سافرًا في حقوق وحريات الأقليات المسلمة في الغرب، ذكرت صحيفة "لو نوفيل أوبزيرفاتير" الفرنسية في تقرير لها أن الندوات حول الإسلام والحجاب اجتاحت مؤخرًا العديد من المدن الفرنسية ، وتشهد هذه الندوات آراء متباينة بين المسلمات حول ارتداء الحجاب.
    ولقد تحوّل حجاب المرأة المسلمة في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة لافتة للنظر في بلدان أوربا الغربية ، حيث لم يعد ذلك الزي خاصًّا بالجيل الأول من النساء المسلمات اللاتي اصطُحبن من قبل أزواجهن الذين هاجروا خلال الستينيات والسبعينيات طلبًا للرزق والعمل؛ بل تحوّل إلى زي لبناتهن صغيرات السن ، من اللاتي دخلن المدارس والجامعات ، وتحتل بعضهن اليوم مواقع عمل مرموقة في بلدان الهجرة.
    ولا تخلو شوارع المدن الكبرى في دول كهولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا ، من عدد كبير من النساء المسلمات المحجبات ، من مختلف الأعمار، وخصوصًا من الأجيال الشابة للأقليات المسلمة.
    قانون بحظر الحجاب
    وفي محاولة لطي ملف الحجاب في فرنسا كان الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" قد عين الملحق الإعلامي لرئاسة الجمهورية "برنار ستاسي" في أول يوليو الماضي رئيسًا للجنة "تكون مهمتها مراقبة تطبيق مبادئ العلمانية" في فرنسا، وإعداد توصيات بشأن إمكانية سن قانون يحظر الحجاب في المدارس الفرنسية من عدمه.


    وبدأت اللجنة بالفعل في الاستماع إلى مسؤولي الأحزاب والأديان والجمعيات الذين أكد معظمهم عدم اعتراضه على سَن قانون يمنع الحجاب في المدارس؛ الأمر الذي دفع العديد من قيادات الجالية المسلمة بفرنسا إلى التأكيد على أن المسلمين سيدافعون بكل حرية ونضج عن حقهم في ممارسة معتقداتهم. ثم قدمت اللجنة تقريرها في 11 ديسمبر والذي يوصي بحظر الحجاب.

    معارضة يسارية

    وقد أثارت إمكانية سن قانون يمنع الحجاب في المدارس الفرنسية مؤخرًا معارضة غالبية تيارات اليسار الفرنسي ، فيما اعترض وزير الداخلية الفرنسي "نيكول ساركوزي" على مثل هذا القانون مشيرًا إلى أنه لا داعي لسن قانون يمنع الرموز الدينية في المدارس.
    وكانت حركة النضال العمالي التنظيم اليساري الوحيد الذي ساند سن قانون من هذا القبيل -ليس انطلاقًا من تفسيرها للعلمانية، ولكن من منطلق أن الحجاب في نظرها "مظهر استضعاف للمرأة"، فيما اعترضت باقي التنظيمات اليسارية ومن بينها الرابطة الشيوعية الثورية على سن هذا القانون باعتبار أن الأمر يؤدي إلى الإقصاء والحرمان من التعليم لجزء كبير من المتحجبات اللاتي يتمسكن بلبس حجابهن.


    وفي إطار تعبيرها عن هذا الموقف المعارض ، نظمت عدة جمعيات يسارية فرنسية في أوائل أكتوبر تجمعا أمام معهد "هنري والون" في باريس دعت خلاله إلى عودة الأختين الفرنسيتين لمعى وليلى ليفي (16 و18 سنة) إلى مقاعد الدراسة بالمعهد الواقع في منطقة سانت ديني بضاحية "أوبرفيلي" شمال باريس بعد أن قررت إدارته منعهما من دخول المعهد ابتداء من الأربعاء 24-9-2003؛ بسبب تمسكهما بلبس الحجاب.


    وكان والدهما "لورن ليفي" الذي يعرف نفسه بأنه "من أصل يهودي بلا ديانة" قد صرح "أن منع ابنتيه من دخول المعهد يعد تعديًّا على العلمانية "، ووصف الذين يتخذون العلمانية شماعة لآرائهم بأنهم "آيات الله العلمانية" في إشارة إلى احتكارهم تفسير القوانين العلمانية.


    وجاء تجمع الجمعيات اليسارية ممثلة في جمعية الشباب الشيوعي الثوري والجمعية النسائية "المرأة والرأي العام" ومنظمة الهجرة والضواحي أمام المعهد لمدة يوم واحد قبل انعقاد مجلس التأديب التابع للمعهد للبت في مسألة تمسك الأختين لمعى وليلى ليفي بحجابهما.


    والذي أصدر قراره بطرد الشقيقتين لمعى وليلى ليفي نهائيًّا من المدرسة بسبب رفضهما خلع الحجاب.
    وبعد صدور القرار قالت لمعى لوكالة الأنباء الفرنسية: "أشعر بخيبة أمل وغضب.. إنه أمر فظيع وأعتقد أن القرار اتخذ منذ فترة طويلة وأرادوا فقط أن يجعلوا قضيتنا مثالاً".


    وتنتقد إدارة المدرسة الطالبتين منذ بداية العام الدراسي 2003 وتتهمهما بأنهما ترتديان الحجاب بهدف "التفاخر" وهو ما تنفيه الفتاتان باستمرار ، كما اعتبرت إدارة المدرسة أن الحجاب الذي ترتديه الأختان "غير لائق"، وقالت: إنها اقترحت في وقت سابق على الأختين "تخفيف حجابهما وإبانة مقدمة الشعر، غير أنهما رفضتا" ، وأكدت الأختان تمسكهما بارتداء الحجاب في وجه هذه الاتهامات.


    وقد وزعت الجمعيات اليسارية بيانًا قالت فيه: إنها "كجمعيات لا تساند لبس الحجاب باعتباره حجابًا في حد ذاته ، ولكنها مع مبدأ أن المدرسة الفرنسية للجميع ؛ وبالتالي فإنها ضد حرمان الأختين لمعى وليلى ليفي لأي سبب من الأسباب من حقهما في التردد على مقاعد الدراسة". وقد حمل المتظاهرون الذين قدر عددهم ببضع عشرات شعارات تدعو إلى أن تكون المدرسة للجميع مهما كان انتماؤهم الديني.


    وقال ساركوزي أمام لجنة "برنار التي تتولى مراجعة قانون الفصل بين الكنيسة والدولة في فرنسا ودراسة مسألة الحجاب: إنه "لا داعي إلى سن قانون يمنع الرموز الدينية في المدارس"، وأعرب عن تأييده لإيجاد لائحة داخلية بالمدارس لتنظيم الأمور.
    وأوضح الوزير أمام اللجنة بأنه ليس من المفيد إصدار قانون جديد متشدد يحظر على النساء والفتيات ارتداء الحجاب في المدارس أو في أماكن العمل الرسمية. واعتبر أن من شأن ذلك أن "يعزل المسلمين، ويشجعهم على تبني مواقف أكثر راديكالية".


    وقال ساركوزي: "يجدر بنا الحديث عن الصعوبات العديدة التي تعترض مسلمي فرنسا لمساعدتهم على الرقي بأوضاعهم"، مشيرًا أن هناك شبه غياب لمسلمي فرنسا في الوظائف العليا للدولة.

    لا تهديد للعلمانية

    وكان مجلس الدولة الفرنسي قد أصدر في 27-11-1989 قراره الشهير حول الرموز الدينية في المدارس، حيث رأى "أن الرموز الدينية ليست في حد ذاتها مهددة للعلمانية إلا إذا كانت طريقة للضغط والتحرش والمزايدة". وجاء ذلك القرار بعد شهرين من إثارة قضية الحجاب لأول مرة في المدارس الفرنسية.


    ويشير المراقبون إلى وجود صعوبات تعترض سن القانون، أولها الانقسام الحكومي؛ فوزير الشؤون الاجتماعية يدعو صراحة إلى سن قانون يمنع الرموز الدينية. كما أن وزير التربية "ليك فيري" يفضل سن قانون يحدد علمانية المدرسة ، في حين أن رئيس الوزراء جان بيير رافاران ووزير الداخلية نيكول ساركوزي

    يدعوان إلى اعتماد الحوار، وعدم إصدار قانون في الوقت الراهن.
    أما الصعوبة الثانية فتتمثل في المعارضة التي يلقاها إصدار قانون كهذا من بعض النخب الفرنسية؛ خاصة اليسارية. فبعد عريضة المائتي شخصية التي نشرتها صحيفة ليبراسيون في مارس 2003 التي تطالب باحترام الحق في ارتداء الحجاب باسم العلمانية ، لم يتبنّ "فرنسوا هولند" الأمين العام للحزب الاشتراكي -أكبر الأحزاب اليسارية- الدعوة إلى سن قانون ضد الحجاب في المدارس، بل طالب أمام لجنة ستاسي يوم 9-9-2003 بإصدار ميثاق للعلمانية، توقع عليه جميع الفعاليات الفرنسية.


    من جهتها لم تتبنّ "ماري جورج بوفي" -الأمينة العامة للحزب الشيوعي - دعوة لسن قانون ضد الحجاب في المدارس أمام لجنة ستاسي، ورأت أن ارتداء الفتيات للحجاب "مرده الخوف، وطالما كان هناك خوف كان هناك حجاب"، دون أن تدعو صراحة لقانون يمنع الحجاب في المدارس.


    والصعوبة الثالثة التي تواجه إصدار قانون يمنع الحجاب في المدارس تكمن في رد الفعل السلبي الذي من المنتظر أن يلقاه قانون كهذا داخل أوساط الجالية المسلمة، ذات الثقل الكبير في فرنسا اليوم. فقد أصبح الإسلام خلال السنوات الماضية ثاني دين في فرنسا بعد الكاثوليكية ، حيث يبلغ عدد أتباعه ستة ملايين ، ينحدر معظمهم من دول شمال إفريقيا . ويكفي أن هناك 2 مليون ناخب مسلم في فرنسا اليوم يلعبون دورًا هامًّا في التصويت والمشاركة السياسية ، مما جعل المرشحين يقدرون الدور الإسلامي في العملية الانتخابية ، ويسعون إلى إرضاء المسلمين لكسب أصواتهم وتأييدهم.

    الحجاب تشريع وليس رمزًا

    وردًا على التصريحات المستفزة لشيراك بشأن الحجاب أكد الدكتور يوسف القرضاوي رفض القول بأن الحجاب رمز للإسلام ، مثلما ينظر إلى الصليب كرمز للمسيحية والقلنسوة (الكيبا) كرمز لليهودية. وقال في برنامج الشريعة والحياة الذي أذيع مؤخرًا على قناة الجزيرة:"هناك فرق بين الرمزالذي لا وظيفة له والرمز ذي الوظيفة"، مشيرًا إلى أن الصليب والقلنسوة كلاهما رمز للديانة المسيحية واليهودية، بينما الحجاب له وظيفة معتبرة في الإسلام وهي الستر.

    فالحجاب ليس رمزًا بل تشريع له وظيفة محددة وهي ستر المرأة المسلمة. وقال القرضاوي : إن الإسلام لم يحدد شكلاً معينًا للحجاب وإنما يضع شروطًا في زي المسلمة متى توافرت في أي زي أصبح زيًّا إسلاميًّا.

    ويرى الدكتور محمد بشاري -رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا- أن منع المدارس وإدارات التعليم في فرنسا الطالبات المسلمات من لبس الحجاب صورة لروح الكراهية في نفوس بعض الفرنسيين على الإسلام والمسلمين ، والفدرالية عملت على إيجاد البنود التي تخول الصلاحية للفتيات المسلمات ارتداء حجابهن داخل المدارس.

    وقد أكد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية "دليل أبو بكر" - وهو أكثر أعضاء المجلس ليبرالية وقربًا من الأوساط العلمانية الفرنسية - في تصريح أمام لجنة ستاسي: إنه لا يتمنى سن قانون لمنع الحجاب في المدارس ، مشيرًا إلى ضرورة احترام قوانين الجمهورية.

    وقال أبو بكر: "إن الحجاب وإنْ وقع توصيفه سياسيًّا من قبل البعض، فإن هذا لا يمنع من إيجاد منزلة وسطى بين ما يريده المسلمون وما تريده الجمهورية".

    ولكن ثمة عوامل محلية ودولية تدفع في اتجاه إصدار توصية من اللجنة تمنع الحجاب في المدارس الفرنسية بمقتضى قانون. وأبرز هذه العوامل شعار الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه. ويرى العديد من الخبراء الغربيين أن هذا الشعار يعني تحجيم دور التيار الإسلامي وإنْ كان معتدلاً؛ لأنه بالنسبة لهم يمثل الخطوط الخلفية لما يصفونه بالتيار الإسلامي المتشدد.

    لكن ثمة مخاوف من أن منع الحجاب في المدارس بمقتضى قانون قد يزيد من تشدد بعض الحركات، علاوة على إعطاء المبررات للخطاب الذي تروج له منظمة القاعدة بأننا "إزاء غرب يحارب الإسلام" . ولهذا حذر نيكول ساركوزي -وزير الداخلية الفرنسي- أكثر من مرة بضرورة توخي الحذر واعتماد الحوار مع الطائفة المسلمة حول هذه المسألة مع مراعاة احترام علمانية الدولة قبل كل شيء.

    وثمة من يرى أن الحل هو إيجاد معادلة -تقبلها النخب الفرنسية- بين حرية اللباس من ناحية، وحرية التدين التي تضمنها العلمانية من الناحية الأخرى. وتفرض هذه المعادلة على المسلمين في فرنسا قبول قانون الأغلبية باعتباره قانونًا علمانيًّا يجب احترامه والخضوع له طواعية. في مقابل هذا يتعين على النخب العلمانية الفرنسية أن تطور فهمها للمصطلحات الإسلامية وأن تغير النظرة المتشنجة تجاه الإسلام.

    دفاع علماني عن الحجاب!

    وبينما لا يزال الجدل مستمرًّا في فرنسا حول قضية ارتداء الحجاب، أصدرت 100 شخصية علمانية فرنسية في مايو الماضي 2003 عريضة تؤكد حق المسلمات الفرنسيات في ارتداء الحجاب بالمدارس، مستندين إلى كون العلمانية التي يؤمنون بها تدعو إلى عدم التمييز.

    وجاء في العريضة: "سن قانون يمنع ارتداء الحجاب بالمدارس يعتبر عقوبة تحرم آلاف الفرنسيات المسلمات من حق التعلم، كما يعد دعوة صريحة للتمييز".

    وأكد الموقعون على العريضة - وهم جامعيون، وممثلات عن المنظمات النسائية الفرنسية، وفلاسفة، ومدافعون عن حقوق الإنسان- أنهم ليسوا من أنصار الحجاب، ولكنهم "من أنصار العلمانية التي تؤكد أن المدارس الفرنسية يجب أن تظل مفتوحة لكل طوائف وفئات المجتمع الفرنسي".

    وقال الموقعون : "إن المدرسة العلمانية طبقًا لقوانين التعلم التي صدرت في 1881 و1882 و1886 لا تمانع في أن تحضر تلميذة إلى المدرسة متحجبة؛ شرط ألا تغيب عن حصص دراسية لأسباب دينية، وألا تعمل على إحداث الفوضى في المدرسة".
    وشددت العريضة على أن "التجربة في فرنسا أثبتت أن التلميذات المحجبات لم يتسببن في تعطيل الدروس، ولم يحدث أن تعطل أساتذة عن ممارسة دورهم، ولا التلاميذ في التعلم" بسبب الحجاب.

    وأضاف الموقعون: "إننا نرفض التركيز على قضية الحجاب في السياق الحالي باعتبارها مظهرًا اجتماعيًّا لتيار سياسي معين، أو أنه أصبح منتشرًا في كل الأماكن ومجالات الحياة الأخرى". وأضاف أصحاب العريضة: "نرفض الخلط بين القضايا في الجدل الدائر حاليًا بين الحجاب وقضايا الهجرة أو الإسلام والجمهورية الفرنسية، بينما المشاكل الحقيقية تتمثل في السياسة الاجتماعية والعنصرية وغياب العدالة الاجتماعية في التعامل مع المهاجرين".
    وأوضح العلمانيون الموقعون على العريضة أن المدارس الفرنسية تعاني في حد ذاتها من مشاكل كثيرة، ومنها "مشاكل الاكتظاظ وغياب الرعاية للتلاميذ" التي يجب إعطاؤها الأولوية.

    واختتم الموقعون عريضتهم بالسؤال الآتي: "هل يجب منع الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب من دخول المدارس؟".

    وكانت إجابة الشخصيات العلمانية المئة بلا تردد: "لا؛ لأن المدرسة العلمانية من المفترض أن تكون مفتوحة للجميع" كما طالب الموقعون الجمعيات النسائية ونقابات التعليم والنخب العلمانية عامة بالتحرك ضد كل القوانين التي تكرس التمييز.
    وكان من أبرز الموقعين على العريضة الفيلسوف الفرنسي "إيتان بليبار"، والباحثة الاجتماعية "كريستان بوديلوت"،

    والباحثة "ستيفان بود"، والحقوقي "دانيال بورينو"، والمناضلة النسوية "فيوليت كارير"، والحقوقية "مونيك شمايلر"، والباحث الاقتصادي "بير كونسيالدي".


    لوبي الإسلامفوبيا


    وقد اتهم "أكسفيان ترنسيان" المختص في الشؤون الإسلامية والأقليات والصحفي بجريدة "لوموند" الفرنسية من أسماهم بأتباع لوبي الإسلامفوبيا (الخوف من الإسلام) بإثارة مشكلة منع الحجاب بمدارس فرنسا، مشددًا على أنه في حالة إصدار قانون يمنع ارتداء الحجاب في المدارس؛ فإن هذا القانون يجب أن يشمل أيضًا منع الطلاب من ارتداء كل رموز الديانات الأخرى.


    وقال ترنسيان مؤلف كتاب "فرنسا المساجد": أعتقد أن إثارة قضية منع الحجاب بالمدارس الفرنسية الآن هو محاولة مما يمكن أن نسميه بـ لوبي الإسلامفوبيا المعادي للإسلام الذي تكوّن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتضليل جزء من الرأي العام الفرنسي وكسبه إلى جانبه". وأشار إلى أن تابعي هذا التيار ألفوا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عدة كتب معادية للإسلام ، وأن الكثير من الكتاب والصحفيين الفرنسيين انخرطوا في موجة العداء للإسلام.


    ويري ترنسيان أن أتباع لوبي الإسلامفوبيا يحاولون الخلط بشكل متعمد بين العنف والعنصرية المنتشرة في المدارس الفرنسية حاليًّا ووجود فتيات محجبات في هذه المدراس.


    وبعد هذا العرض المطول لقد توصلنا الى عدة حقائق عن الحجاب والتي هي كما يلي:

    حقائق الحجاب
    • أن الحجاب الإسلامي فريضة الله على المرأة المسلمة متى بلغت المحيض، وقد اتفقت على فرضيته جميع المذاهب الإسلامية بلا استثناء، وأنه جزء من عبادتها لربها شأنه شأن الصلاة والصيام والزكاة وسائر شرائع الإسلام، وأن الله تعبد به المرأة المسلمة حيثما كانت سواء أكانت داخل البلاد الإسلامية أم كانت خارجها، وأن التخلي عنه من كبائر الإثم الذي يعرض المسلمة لغضب الله وسخطه، وقد دان بهذا المسلمون كافة على مدار العصور.


    • أن هذا الحجاب يتمثل في ستر الجسد كله بما لا يشف ولا يصف؛ لا يستثنى من ذلك عند بعض الفقهاء إلا الوجه والكفان.

    • أن الحجاب هو الأصل في لباس المرأة المسلمة، ولم يزل كذلك على مدار العصور، مهما تغيرت أنماطه بتغير الثقافات أو البلدان ولكن جوهره يبقى واحدا متمثلا في ستر ما سوى الوجه والكفين؛ فهو جزء من تراثها القومي وخصوصيتها الحضارية والاجتماعية، بالإضافة إلى كونه فريضة دينية وواجبا شرعيا، فهل تعني العلمانية اللبرالية مصادرة الخصوصيات القومية والتعددية الثقافية والإقليمية كذلك؟

    • أن حجاب المرأة المسلمة لا يتنافى مع العلمانية اللبرالية التي تدين بها فرنسا وسائر دول الاتحاد الأوربي، والتي تقف موقف الحياد من الدين، وقد أكدت الخارجية الفرنسية على ذلك في بيانها بقولها عن العلمانية في فرنسا: "إنها تكفل لكل فرد إمكانية التعبير عن إيمانه وممارسته بطمأنينة وحرية، إنه مفهوم يسمح للأشخاص، رجالاً ونساء، قادمين من مختلف الآفاق والأقطار، على تنوع ثقافاتهم، بأن يحظوا بالحماية من حيث معتقداتهم، وهي حماية توفرها لهم الجمهورية بكافة مؤسساتها"؛ وقولها: "وقد يكون من الخطأ تفسير العلمنة على الطريقة الفرنسية على أنها تصرف مناف للدين أو إرادة لتحجيم الدين وحصره بما يحويه عمق الضمير البشري"، وهي بهذا تختلف عن العلمانية الإلحادية
    احمد جمعة
    احمد جمعة
    •-«[عضو نشيط]»-•
    •-«[عضو نشيط]»-•


    عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 27/04/2010
    العمر : 34
    الموقع : https://www.facebook.com/home.php?#!/profile.php?id=1433456999

    بحث اجتماعي عن الحجاب Empty رد: بحث اجتماعي عن الحجاب

    مُساهمة من طرف احمد جمعة الأحد 6 يونيو - 2:06

    جزاك الله كل الخير
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس - 22:17